كتاب: نزع الخافض في الدرس النحوي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: نزع الخافض في الدرس النحوي



وقتت العرب بأسماء وأعيان جرت مجرى الأحداث لقيامها مقام المصادر النائبة عن أسماء الزمان الواقعة ظروفا "كقولهم: لا أفعل ذلك معزى الفزر، ولا أكلم زيدا القارظين، ولا أسالم عمرا هبيرة بن سعد، ومن كلام العرب الفصيح: لأفعلن ذلك الشمس والقمر، أي: مدة طلوعهما، ولا أكلم فلانا الفرقدين، فينصبون هذا وأشباهه نصب الظروف والتقدير: لا أفعل ذلك مدة فرقة غنم الفزر، ومدة مغيب القارظين، ومدة مغيب هبيرة بن سعد، ولأفعلن ذلك مدة بقاء الشمس والقمر، أي: مدة طلوعهما، وهذا سبيل التوقيت بالفرقدين وغيرهما" (1) فحذفوا من كل ذلك اسم الزمان المضاف الواقع ظرفا، وأقاموا مقامه المصدر على حد: آتيك قدوم الحاج، ثم حذفوا المصدر المضاف إلى اسم العين وأقاموا اسم العين مقامه (2) فحذف في كل ذلك مضافان على سبيل النيابة المتدرجة.
ومما يمكن أن يكون على هذا النمط قول الشاعر (3):
لأعل منها حين هب نيامها ** باكرت حاجتها الدجاج بسحرة

- - - - - - - - - -
(1) شرح الكافية الشافية: 2 /686، وينظر لبيان معاني هذه الأمثال مع اختلاف في ألفاظ بعضها بما لا يصلح أن يكون شاهدا: مجمع الأمثال: 3 /152، 153، 179.
(2) ينظر: شرح الكافية: 2 /25، وشرح ألفية ابن مالك: 110، وشرح الأشموني: 2 /133، وشرح التصريح: 1 /338 وهمع الهوامع: 2 /126، وحاشية ياسين على الألفية: 1 /280، ومعاني النحو: 2 /617، وظاهرة النيابة: 233.
(3) البيت للبيد بن ربيعة في: ديوانه: 315، والمعاني الكبير: 1 /453، وشرح القصائد السبع الطوال: 577 وشرح المعلقات السبع: 244، وخزانة الأدب: 3 /100.